عودة الوعي الثقافي: الشباب يتصدرون مشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب
كتب . يوسف أبو النجا
في زمن طغت فيه التكنولوجيا على تفاصيل حياتنا اليومية، وأصبحت تطبيقات التواصل الاجتماعي منصات رئيسية للتواصل والثقافة، يظل الكتاب الورقي حاضرا بقوة، حيث شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب توافد الآلاف من مختلف الأعمار، من كبار وصغار، ليؤكدوا أن القراءة لا تزال تحتل مكانة عميقة في وجدان المصريين.
من أبرز ما لفت انتباهي هذا العام، هو الحضور اللافت للشباب من الجنسين. مشهد يبعث على التفاؤل، حيث اصطفت الأجيال الجديدة بشغف أمام أجنحة الناشرين المحليين والدوليين. بين صفحات الكتب و أكشاك التواقيع، كان من السهل أن ترى عيونًا تتوهج بالحماس، وأحاديث تدور حول عناوين الأدب، التاريخ، والروايات التي تنقلنا إلى عوالم ساحرة.
هذا الحضور المميز يعكس وعيًا متزايدًا لدى الشباب بقيمة المعرفة، وحنينًا أصيلًا إلى ملمس الكتاب الورقي ورائحته التي لا تضاهيها شاشة إلكترونية. رغم انشغالهم بالتقنيات الحديثة، يبدو أن هناك رغبة عارمة في البحث عن العمق والهوية الثقافية التي توفرها الكتب.
ولم يقتصر الأمر على اقتناء الكتب فقط، بل كان الشباب حاضرين في الندوات الثقافية، جلسات النقاش، وورش العمل الإبداعية. كانت هذه اللقاءات منصات لإثبات أن الشباب ليسوا فقط متلقين، بل هم صانعو تغيير ومبدعون يحملون قضايا مجتمعاتهم بين طيات أفكارهم.
هذا المشهد يُعيد إلينا الأمل في مستقبل ثقافي مشرق، ويثبت أن الكتاب ما زال أحد أهم أسلحة التغيير والتنمية. فبالرغم من التحديات الاقتصادية والتغيرات السريعة في نمط الحياة، إلا أن حب المعرفة والاطلاع بقي نابضًا في قلوب المصريين، خاصة الشباب منهم.
إن معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس مجرد حدث سنوي، بل هو عيد ثقافي يعكس نبض المجتمع وتطوره. وها نحن، أمام أجيال تعيد تعريف مفهوم الثقافة وسط زخم التكنولوجيا، جاعلة الكتاب عنوانًا للوعي والتقدم.