آخر الأخبار

مصر… تميل ولا تنكسر

كتب .يوسف أبو النجا

على مر العصور، لم تكن مصر يومًا دولة عادية تمر عليها الأزمات فتهوي، أو تعصف بها الفتن فتنهار. بل كانت دائمًا تلك الصخرة التي تتكسر عليها رياح المؤامرات، والشجرة التي تميل مع العواصف لكنها لا تنكسر، بل تزداد جذورها رسوخًا في أرضها. واليوم، كما في كل زمان، تواجه مصر ضغوطًا وتحديات من كل جانب، لكن التاريخ يشهد أن هذه الأمة قادرة على تجاوز المحن، والخروج منها أقوى مما كانت.

تاريخ من الصمود

منذ آلاف السنين، ومصر تتعرض للمحن الكبرى، لكنها دائمًا ما تنهض كطائر الفينيق، تحلق من جديد رغم الجراح. غزاها الهكسوس، فنهض أحمس وطردهم، وتعرضت لحملات صليبية ومغولية فدحرتها. وفي العصر الحديث، حاول الاستعمار أن يكبلها، فانتفضت بثوراتها العظيمة، من ثورة 1919 إلى ثورة يوليو 1952، ومن انتصار أكتوبر 1973 إلى ثورة 30 يونيو 2013 التي استعادت بها هويتها وإرادتها الوطنية.

ضغوط العصر الحديث… وتحديات الواقع

لا شك أن الضغوط اليوم أكثر تعقيدًا، فالحروب لم تعد فقط في ميادين القتال، بل امتدت إلى الاقتصاد، والسياسة، والإعلام، بل وحتى الوعي الشعبي. هناك من يسعى لإرباك الدولة اقتصاديًا، ومن يحاول ضرب استقرارها داخليًا، ومن يعمل على تشويه صورتها خارجيًا. ومع ذلك، وكما اعتادت مصر، تمتص الصدمات، ثم تبتكر الحلول، وتعيد بناء نفسها بأيدٍ مصرية لا تلين.

لماذا لا تنكسر مصر؟

. التاريخ يعلمنا: الدول التي تستمد قوتها من ماضٍ عريق، ومن شعب مؤمن بوطنه، لا يمكن أن تسقط بسهولة. المصريون لم ينحنوا لأحد عبر التاريخ، ولن يفعلوا الآن.

. جيش لا يُقهر: جيش مصر هو درعها الحامي وسيفها الباتر، وهو أقوى جيوش المنطقة، لم يُهزم في معركة حقيقية، ولن يسمح لأي تهديد أن ينال من الوطن.

. شعب صبور وعنيد: المصري بطبيعته يتحمل المشاق، ويعرف كيف يلتف حول وطنه وقت الأزمات. لا تنطلي عليه المؤامرات، و يملك وعيًا تاريخيًا متراكمًا يجعله يميز العدو من الصديق.

. قدرة على التكيف: مصر لا تعتمد على أسلوب واحد في مواجهة التحديات، بل تنوّع في استراتيجياتها، بين الدبلوماسية، والتنمية، والقوة حينما تستدعي الحاجة.

المستقبل لمصر… و ليس لغيرها

مهما تعاظمت التحديات، فإن مصر لا تخوض معاركها لتنجو فقط، بل لتنتصر. أثبتت الأيام أن هذه الأرض محروسة بعناية إلهية ، ومصونة بسواعد رجالها ونساءها. قد تمر العواصف، لكنها لن تقتلع شجرة ضاربة الجذور في التاريخ.

مصر تميل مع العواصف، لكنها أبدًا لا تنكسر!