آخر الأخبار

النوايا الحسنة والتطبيق غير الحسن

كتب .يوسف أبو النجا 

كثيرًا ما تُزين النوايا الصادقة أفكارنا ومشاريعنا، لكنها وحدها لا تكفي لصنع واقع مشرق ما لم تُترجم إلى أفعال مدروسة. فالتاريخ مليء بالمبادرات التي بدأت بحسن نية وانتهت إلى نتائج كارثية بسبب سوء التخطيط، أو عدم إدراك تعقيدات التنفيذ.

النية الطيبة لا تعفي من المسؤولية

قد يكون الشخص مخلصًا في مسعاه، راغبًا في تقديم الخير، لكنه يفتقر إلى الفهم العميق للوسائل المناسبة لتحقيق ذلك. فمثلًا، قد يرغب أحدهم في مساعدة المحتاجين لكنه ينفذ مشروعًا عشوائيًا لا يلبي احتياجاتهم الحقيقية، أو يتسبب في تبعات غير متوقعة تزيد من معاناتهم.

بين التخطيط والتنفيذ.. الفارق الجوهري

النية الحسنة هي الشرارة الأولى، لكنها بحاجة إلى وقود من التخطيط، والمتابعة، والتقييم المستمر. الفرق بين المبادرات الناجحة والفاشلة لا يكمن في النوايا فقط، بل في كيفية تحويلها إلى أفعال مؤثرة. وهنا تظهر أهمية المعرفة، والمهارات الإدارية، والاستماع إلى ذوي الخبرة.

أمثلة من الواقع

التبرعات غير المدروسة: إرسال مساعدات إنسانية دون دراسة قد يؤدي إلى إغراق المناطق المحتاجة بسلع غير ضرورية، بينما تبقى احتياجاتهم الأساسية غير ملباة.

التدخلات العاطفية: شخص يريد تهدئة نزاع بين طرفين، لكنه يفتقد لفهم طبيعة الصراع، فيُفاقم المشكلة بدلًا من حلها.

المشاريع التطوعية العشوائية: فتح دور تعليمية أو مهنية دون دراسة حاجات المجتمع، مما يجعلها بلا تأثير فعلي أو حتى عبئًا على المستفيدين.

وخلاصة قولي ..

النوايا الحسنة بذرة طيبة، لكن النجاح الحقيقي يأتي من زراعتها في تربة خصبة من التخطيط، والإدارة الحكيمة، والتفكير النقدي. فليس كل من أراد الخير، أوصل إليه!