آخر الأخبار

الوعى هو سر القوة

كتب: شيرين سالم

 

نسمع كثيرًا في هذه الأيام كلمة “كُن واعيًا”، ونقرأها في المقالات ووسائل الإعلام ومنشورات التواصل الاجتماعي. لكن يبقى السؤال: ماذا يعني أن تكون واعيًا؟ واعيًا بماذا؟ وكيف؟

الوعي ليس مجرد معلومة تحفظها أو خبر تتناقله، بل هو حالة من الانتباه والفهم والتحليل. أن تكون واعيًا يعني أن تفكر، وأن تسأل، وأن تبحث عن الحقيقة قبل أن تتبنى موقفًا أو تنقل فكرة.

الوعي يبدأ من تفاصيل حياتنا اليومية:

أن تكون واعيًا بصحتك، هو أن تختار ما يفيدك وتتجنب ما يضرك.

أن تكون واعيًا بمستقبلك، هو أن تخطط وتحدد خطواتك بدلًا من السير بلا هدف.

أن تكون واعيًا بمجتمعك، هو أن تشارك في قضاياه وتفهم مشكلاته وتبحث عن حلول بدلًا من الاكتفاء بالنقد.

أن تكون واعيًا بما يُقال لك يوميًا، سواء عبر الإعلام أو على وسائل التواصل، هو أن تُعمل عقلك؛ فلا تُصدق كل ما يُنشر ولا تُكذب كل شيء، بل تتحقق أولًا.

وفي واقعنا، الوعي يظهر في مواقف عديدة:
فالمواطن الواعي في الانتخابات لا يختار مرشحه بناءً على وعود براقة، بل يفكر: هل لهذا المرشح خطة واضحة؟ هل خدم الناس من قبل بالفعل؟
والأب أو الأم الواعيان لا يتركان أبناءهما أسرى الشارع أو وسائل التواصل، بل يغرسون فيهم قيمًا ومبادئ تحفظهم.
والعامل أو الموظف الواعي يفهم أن تطوير نفسه واستثمار قدراته أهم من انتظار الظروف أو الأعذار.

الوعي إذن ليس رفاهية، بل ضرورة. إنه سر القوة الحقيقية التي تجعلنا نقف أمام سيل الأخبار والمعلومات الجارف، فنميز بين الحقائق والأكاذيب، وبين ما ينفعنا وما يضرنا. الوعي هو البوصلة التي توجه قراراتنا والدفاع الأول ضد التضليل والشائعات.

في النهاية.. أن تكون واعيًا يعني أن تكون حاضر الذهن، يقظ القلب، وقادرًا على أن تتخذ قرارك بنفسك. والسؤال الذي يبقى مطروحًا:
هل نحن مستعدون حقًا لأن نمتلك هذه القوة؟