آخر الأخبار

الخمسين ……. بداية الحلم

كتب: شيرين سالم

يظن كثير من الناس أنّ بلوغ الخمسين يعني أنّ العمر قد مضى وأنّ فرص الإنجاز قد ولّت، غير أنّ الحقيقة مختلفة تمامًا. فسن الخمسين ليس نهاية الطريق، بل هو بداية مرحلة جديدة يكتمل فيها النضج وتتضح فيها الرؤية، ويكتسب الإنسان خبرة تمكّنه من أن يحيا بسلام داخلي وحكمة أعمق.

إنّ الإنسان في هذه المرحلة العمرية يكون قد خاض تجارب متعددة؛ مهنية واجتماعية وشخصية، جمع خلالها رصيدًا من الخبرات يجعل قراراته أكثر اتزانًا، ونظرته إلى الحياة أكثر عمقًا. وهنا تكمن القيمة الحقيقية للعمر: أن نرى الأشياء بوعي مختلف ونستثمر ما تعلمناه لنفتح لأنفسنا آفاقًا جديدة.

لكنّ التحدي الأكبر لا يأتي من العمر ذاته، بل من نظرة المحيطين. فكثيرًا ما يواجه المرء كلمات محبطة مثل: “لقد كبرت” أو “حان وقت الراحة”. غير أنّ هذه العبارات لا ينبغي أن تُثني العزيمة أو تُطفئ الحلم. فالقدرة على العطاء لا ترتبط بالسن، بل بالإرادة، والحلم لا يسقط بالتقادم.

ولمواجهة الإحباط، علينا أن نتمسّك بعدة أمور:

ألّا نسمح لكلمات الآخرين أن تحدد قيمتنا أو إمكاناتنا.

أن نركّز على ما يمكننا إنجازه اليوم، لا على ما فات بالأمس.

أن نحيط أنفسنا بمن يبعثون فينا الأمل ويشجعون خطواتنا.

أن نؤمن أنّ الطاقة الحقيقية تنبع من الروح لا من العمر.

إنّ الخمسين ليست سن التراجع أو الانطفاء، بل هي سن الانطلاق وتحقيق الأحلام المؤجلة. ففي هذا العمر يبدأ الإنسان في حصاد ما زرعه، ويستطيع أن يوجّه خبرته وحكمته نحو إنجازات جديدة، سواء في العمل أو في خدمة المجتمع أو حتى في تحقيق أحلام شخصية طال انتظارها.

رسالة إلى القارئ

تذكّر دائمًا أنّك ما دمت قادرًا على الوقوف، والتفكير، والسعي، فأنت قادر على أن تبدأ من جديد. الخمسين ليست محطة وصول، بل محطة انطلاق. فلتجعلها بداية حلمك الأكبر، ومرحلة تحقق فيها ذاتك بأجمل صورة.