آخر الأخبار

دونالد ترامب: “لن أسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي” | تصعيد جديد في الشرق الأوسط

كتب : رشا حجاج

في ظل التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، عاد اسم الرئيس الأمريكي السابق والحالي دونالد ترامب إلى الواجهة من خلال تصريحات نارية ضد إيران، وأعلن ترامب صراحة: “لن أسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، مؤكدًا موقفًا أمريكيًا صارمًا تجاه طموحات طهران النووية. يأتي هذا التصريح في إطار سياسة أكثر حدة اتبعتها الإدارة الجديدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في أوائل 2025.

ما خلفية التصريحات الأخيرة لدونالد ترامب؟

منذ فبراير 2025، تبنّت إدارة ترامب سياسة تُعيد إحياء “الضغط الأقصى” على إيران، وهي سياسة كانت مطبقة أيضًا خلال ولايته الأولى. تشمل هذه السياسة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، وتهديدًا مباشرًا بالتدخل العسكري إذا استمرت إيران في تطوير برنامجها النووي. ومع ازدياد التقارير حول تحركات إيرانية “مشبوهة” داخل منشآت مثل نطنز وفورداو، ردت واشنطن بتصعيد علني وفعلي.

ترامب يهدد ويتحرك: من الكلام إلى الضربات العسكرية

في 21 يونيو 2025، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة نفذت ضربات دقيقة ضد منشآت نووية إيرانية. وصرح من المكتب البيضاوي:

و استهدفت الضربات مواقع استراتيجية، بحسب البنتاغون، وشملت منشآت تحت الأرض يشتبه في استخدامها لتخصيب اليورانيوم. وقد أدى ذلك إلى ردود أفعال غاضبة من طهران، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.

الموقف الإيراني: رفض التهديدات والتفاوض المشروط

في المقابل، ردّ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن بلاده لن “تفاوض تحت الضغط”، معتبرًا أن سياسة ترامب تهدف إلى إذلال إيران سياسيًا وإظهارها على أنها ترفض التفاوض رغم نواياها السلمية المزعومة، غير أن المراقبين يؤكدون أن إيران بالفعل تواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة تقارب 90%، وهي النسبة اللازمة لصنع سلاح نووي.

هل سنشهد مواجهة عسكرية شاملة بين أمريكا وإيران؟

مع تصعيد التصريحات والضربات، يطرح المراقبون سؤالًا مهمًا: هل نحن على أعتاب حرب جديدة في الشرق الأوسط؟
حتى الآن، تُظهر إدارة ترامب رغبة في ردع إيران دون الانزلاق لحرب شاملة، مع إرسال رسائل تحذيرية عبر الضربات المحدودة والدعوة لمفاوضات بشروط صارمة.

لكن في حال استمرت إيران في مسارها النووي، فإن واشنطن – بقيادة ترامب – تبدو مستعدة لاستخدام القوة بشكل موسّع، وهو ما يضع المنطقة بأكملها أمام تحدٍّ جيوسياسي خطير.

دور إسرائيل وموقف المجتمع الدولي

لا يمكن فصل تصريحات ترامب عن الموقف الإسرائيلي، حيث أعربت حكومة تل أبيب عن دعمها الكامل للضربات الأمريكية، وشاركت في بعضها بشكل استخباراتي. أما المجتمع الدولي، فتباينت مواقفه بين التحذير من التصعيد والدعوة للعودة إلى طاولة المفاوضات، وسط قلق متزايد من انهيار الاتفاق النووي القديم الذي وُقع عام 2015.

ترامب وإيران… هل يتجه الصراع نحو الذروة؟

تصريحات دونالد ترامب الأخيرة ليست مجرد كلام سياسي عابر، بل تعكس تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه إيران. فمع العودة القوية لترامب إلى البيت الأبيض، اختفى خيار “الاحتواء” لصالح سياسة “الردع الحازم”. وبينما لا تزال إيران تصر على أن برنامجها النووي سلمي، تبقى الضربات الأمريكية والتصريحات السياسية مؤشرًا واضحًا على أن أزمة جديدة تلوح في الأفق، قد تعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط.