آخر الأخبار

معا لطرق آمنه

كتب: شيرين سالم

 

تمثّل الطرق شريان الحياة الذي يربط بين المدن والقرى، وييسّر حركة الأفراد والبضائع، ويُسهم في تنمية الاقتصاد والمجتمع. ومن ثمّ، فإن الحفاظ على سلامتها وأمن مستخدميها يُعدّ مسؤولية وطنية ومجتمعية مشتركة، لا تقتصر على أجهزة الدولة المعنية فقط، وإنما تمتد لتشمل كل فرد من أفراد المجتمع.

لقد باتت حوادث الطرق إحدى القضايا الملحّة التي تستنزف الأرواح والموارد، وغالبًا ما يكون السبب وراءها الاستهتار بالقواعد المرورية أو غياب الوعي الكافي بخطورة السلوكيات الخاطئة. ومن هنا تبرز أهمية الالتزام بالقوانين والتعليمات المرورية، مثل ربط حزام الأمان، والقيادة بسرعة مناسبة، واحترام إشارات المرور، وتجنّب استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في تطوير شبكة الطرق القومية، وتوسعة المحاور، وإنشاء الكباري والأنفاق الحديثة، بما يواكب المعايير العالمية ويعزز من معدلات الأمان على الطرق. كما تعمل الدولة على تزويد الطرق بوسائل إنارة متطورة، وأنظمة مراقبة حديثة، وإشارات مرورية ذكية، فضلًا عن حملات التوعية المستمرة التي تستهدف رفع الوعي المجتمعي بأهمية الالتزام بالقواعد المرورية.

إنّ بناء ثقافة مرورية سليمة يبدأ من الأسرة والمدرسة، عبر توعية النشء بأهمية احترام الطريق، وتعليمهم قواعد العبور الآمن، وغرس القيم التي تجعل من الالتزام بالقانون سلوكًا تلقائيًا لا تهاون فيه.

وشعار “معًا لطرق آمنة” يجب أن يتحوّل من مجرد كلمات إلى واقع ملموس، يتحقق بتكاتف الجميع؛ الدولة، والمجتمع المدني، والأفراد. فسلامة الطرق ليست رفاهية، وإنما ضرورة لحماية أرواح المواطنين، وصون مقدّرات الوطن، ودعم مسيرته نحو التنمية.

فلنعمل جميعًا على أن تكون طرقنا أكثر أمنًا، وحياتنا أكثر استقرارًا، ومستقبلنا أكثر إشراقًا.